قصة ملعب… استاد الإسكندرية هو الأقدم في مصر وأفريقيا
ويعتبر استاد الإسكندرية أقدم ملعب في مصر وإفريقيا، حيث تم افتتاحه في عهد الملك فؤاد الأول، ثم أطلق عليه بعد ذلك اسم “استاد الملك فؤاد”، وتم افتتاحه في 17 نوفمبر 1929.
بدأت فكرة بناء الاستاد عام 1909، واقترحها اليوناني الأصل أنجيلو بولانكي، الذي كان ممثل مصر لدى اللجنة الأولمبية، على مجلس بلدي الإسكندرية في ذلك الوقت، بهدف استضافة مصر أول دورة ألعاب أولمبية في تاريخها. والذي كان من المقرر أن يقام عام 1916. وقد رعى الفكرة الأمير عمر طوسون الذي تبرع من ماله الخاص بمبلغ ألف جنيه، وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت، ولكن فترة الحرب العالمية الأولى أوقفت التنفيذ، و واستمر الأمر على هذه الحالة حتى رحيل الخديوي عباس حلمي الثاني، وبعد انتهاء الحرب تولى السلطان فؤاد الأول حكم مصر، وحاول أصحاب الفكرة إحيائها من جديد وإقناع “فؤاد” بشرط لكن الظروف السياسية والاقتصادية وضعف مصادر التمويل ساهمت في تأخير أعمال التنفيذ حتى عام 1925.
وأسندت مهمة تصميم استاد الإسكندرية إلى المهندس الروسي نيكوسوف، بينما تم تكليف شركة إنشاءات إيطالية بالعمل بمساعدة عمال مصريين. واعتمد تصميمه على دمج أشكال من الحضارة اليونانية الرومانية مع التصميم الحديث لربط الفكرة بالألعاب الأولمبية القديمة.
تم اختيار موقع بناء الملعب في الحي اللاتيني وسط المدينة لقربه من ساحة الألعاب في العصر الروماني والتي كانت تضم صالة الألعاب الرياضية وساحة السباق منذ 2000 عام، ليكون بمثابة بعث فعلي للاستاد. البطولة الأولمبية نظراً لارتباط المكان بالحضارة اليونانية الرومانية.
نفدت الأموال التي أنفقت في إنشاء الاستاد قبل افتتاحه، فاضطر القائمون على التنفيذ إلى جمع التبرعات والمساهمات المالية المختلفة حتى وصل إجمالي المبلغ إلى 132 ألف جنيه مصري، تم خلالها جمع ربع المبلغ بتمويل من خلال صندوق النقد الدولي. اليانصيب، فيما تبرع عدد من كبار رجال الدولة ومن بينهم الملك فؤاد الذي تبرع بمبلغ 3 آلاف جنيه.
تم افتتاح استاد الإسكندرية عام 1929 في بطولة متواضعة تمثلت بمباراة بين فريقي الاتحاد السكندري والقاهرة، فاز فيها الاتحاد بنتيجة “1-0”.
استاد الإسكندرية أخذ زمام المبادرة في التاريخ في أشياء كثيرة. وكان أول ملعب أولمبي في أفريقيا والشرق الأوسط، حيث كانت هناك ملاعب مختلفة في مصر لمختلف الألعاب الرياضية، بما في ذلك كرة القدم والرجبي، لكنها لم تكن مصممة لاستضافة البطولات الأولمبية.
وكان الملعب الوحيد في مصر الذي ضم أثراً إسلامياً يعود تاريخه إلى العصور الوسطى، وهو جزء من سور الإسكندرية القديم، أو ما يسمى بـ”باب الزهري” الذي يعود تاريخه إلى العصر الإسلامي. كما كان الملعب الوحيد في مصر الذي بني فيه قصر ملكي مكون من طابقين، الأول للملك وحاشيته وضيوفه، والطابق الثاني للملكة والسيدات.
تم بناء بوابات الملعب المؤدية إلى ملعب الماراثون على طراز أقواس النصر اليونانية الرومانية، وكانت الأقرب في التصميم إلى الاستاد الأوليمبي في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية، والذي استمد فكرته من بوابات استاد الإسكندرية.
شهد الملعب تنظيم أول بطولة لألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 1951، وأول بطولة في تاريخ الألعاب العربية عام 1953. وتقدر مساحة الملعب بحوالي 60 ألف متر مربع، وكانت سعته وقت افتتاحه لـ 25.000 متفرج. وشهدت أعمال تطوير في الأعوام 1996، 2006، 2017، وأخيرا في 2019 بمناسبة كأس الأمم الأفريقية.